في ليبيا يتعدى الأثر السلبي لنشر المعلومات الزائفة والمضللة الخلل الآني المترتب على عدم نشر الحقائق، ففي الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة النزاعات على امتداد البلد تؤثر التصورات الخاطئة حول من؟ فعل ماذا؟ وأين؟ وكيف؟ على آفاق المصالحة والوساطة والتوصل لحلول سلمية تنهي تلك الصراعات، كما تلعب دوراً محورياً في سير ونجاعة الاستحقاقات السياسية وعلى رأسها الانتخابات.
يلعب التدخل الخارجي في الشؤون الليبية أيضًا دورًا جوهريًا في تراجع الإعلام المستقل. فبناءً على بحث أجرته منظمة MiCT الإعلامية الألمانية في عام 2020 ، من بين أكبر 20 محطة تلفزيونية في ليبيا ، 4 فقط ليس لها انتماء واضح لأحد أطراف النزاع.
أما وسائل التواصل الاجتماعي فهي مسيرة إلى حد كبير بالمعلومات الواردة من المحطات التلفزيونية، وهكذا فإن قطاع الإعلام الليبي يقدم مثالًا محبطًا على التأثر بالمعلومات السامة.
استجابة للحاجة الملحة للصحفيين والإعلاميين الليبيين لتحدي اضطراب المعلومات الحالي، نفذت أكاديمية شمال أفريقيا للإعلام بالتعاون مع منظمة MiCT الإعلامية الألمانية، وبتمويل من سفارة دولة كندا في ليبيا، برنامجًا تدريبيًا حول الكشف عن صحة المعلومات، وأهم التقنيات للرد على المعلومات الخاطئة ومعالجتها، ومن خلال هذا البرنامج تلقت مجموعة من الصحفيين/ات ومنتجي/ات المحتوى الليبيين/ات على أدوات التحقق من المحتوى الإعلامي بما يحد من تداول الأخبار المزيفة أو المعلومات المضللة.
انقسم البرنامج إلى ثلاثة تدريبات رئيسية، التدريب الأول على كشف الأخبار الزائفة والمضللة وأدوات التحقق من المعلومات، يليه تدريب على التحقق من الصور والفيديو، ثم دورة تدريب مدربين تمكنهم .من نشر المعارف التي تحصلوا عليها، وترافق التدريب مع إنتاج مواد إعلامية تمثل ممارسة عملية للمعرفة المكتسبة